للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكافر أول ما يتكلم بالإسلام، ويذعن وينقاد له (١).

فباب هذه المرتبة، ومفتاحها قول العبد: لا إله إلا الله، فهي كلمة الإخلاص، وكلمة التقوى، وكلمة الإسلام، والعروة الوثقى، وشهادة التوحيد، ومفتاح الجنة، فهي أساس الملة، وأصل الدين، وأصل الإيمان، وأصل الإسلام وقاعدته، وهي أفضل شعب الإيمان، وهي الفارقة بين المؤمن والكافر، والمسلم والمشرك.

فمن تكلم بهذه الكلمة ولم يتبين منه ما يخالفها، فهو ممن يكف عنه بمجرد القول، ويحكم بإسلامه في الظاهر.

يقول الشيخ سليمان بن عبد الله: (قال شيخ الإسلام رحمه الله: وقد علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم، واتفقت عليه الأمة أن أصل الإسلام وأول ما يؤمر به الخلق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله؛ فبذلك يصير الكافر مسلما، والعدو وليا، والمباح دمه وماله معصوم الدم والمال، ثم إن كان ذلك من قلبه فقد دخل في الإيمان، وإن قاله بلسانه


(١) انظر: الدرر السنية ١/ ٢٠١، ومجموعة الرسائل ٥/ ٥٦٩.