للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لكن نفي الإيمان لا يدل على كفره، بل يطلق عليه اسم الإيمان، ولا يكون كمن كفر بالله ورسله، وهذا هو الذي فهمه السلف، وقرروه في باب الرد على الخوارج والمرجئة ونحوهم من أهل الأهواء، فافهم هذا فإنه مضلة أفهام، ومزلة أقدام) (١).

وهذا الذي قرره هؤلاء الأعلام هو ما عليه أكثر أهل السنة في حال مرتكب الكبيرة في الدنيا (٢).

ومنهم من قال: هو مسلم وليس بمؤمن، واختاره جماعة، وهو الرواية الأخرى عن أحمد.

ثم إن أهل السنة والجماعة مجمعون على أن الفساق معهم بعض الإيمان وأصله، وليس معهم جميع الإيمان الواجب الذي يستوجبون به الجنة (٣)، وأن الذنب والوعيد لا يلحق من تاب منهم توبة نصوحا.


(١) الدرر السنية ١/ ٤٧٠ - ٤٧١.
(٢) راجع: التمهيد ١٥/ ٤٧، والفتاوى ٧/ ٢٤١، ٢٥١.
(٣) انظر: التوضيح ٦٦، وراجع: الفتاوى ٣/ ٣٧٤ - ٣٧٥، ٣٥/ ٩٤ - ٩٥.