للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما يظنه كثير من أهل البدع؛ فإن عقوبات الذنوب ترتفع بالتوبة، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، ودعاء المؤمنين بعضهم لبعض، وشفاعة نبيهم صلى الله عليه وسلم فيهم، وعفو الله عنهم) (١).

ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن: (وأما إلحاق الوعيد المرتب على بعض الذنوب والكبائر، فقد يمنع منه مانع في حق المعين، كحب الله ورسوله، والجهاد في سبيله، ورجحان السيئات، ومغفرة الله ورحمته، وشفاعة المؤمنين، والمصائب المكفرة في الدور الثلاثة.

ولذلك لا يشهدون – يعني: السلف - لمعين من أهل القبلة بجنة ولا نار، وإن أطلقوا الوعيد كما أطلقه القرآن والسنة، فهم يفرقون بين العام المطلق، والخاص المقيد).

ثم استدل رحمه الله بقصة الرجل الذي يؤتى به وهو يشرب الخمر، ونهي النبي صلى الله عليه وسلم عن لعنه، وقوله فيه: «لا تلعنه؛ فإنه يحب الله ورسوله (٢)»، مع «أنه صلى الله عليه وسلم لعن الخمر، وشاربها


(١) تيسير العزيز الحميد ٤٠٠.
(٢) رواه البخاري: كتاب الحدود، باب ما يكره من لعن شارب الخمر وأنه ليس بخارج من الملة ١٢/ ٧٧، رقم ٦٧٨٠