للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويرى بعض المؤلفين في الفرق أن أول قرن طلع من الخوارج ظهر في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم في قسمته، واسمه عبد الله ذو الخويصرة التميمي فقال: اعدل يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم: «ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ (١)» فأراد عمر - رضي الله عنه - قتله فمنعه النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث في صفة الخوارج وأنهم يخرجون من ضئضيء هذا الرجل (٢).

ورغم هذه الصلة القوية إلا أن الخوارج لم يظهروا كجماعة إلا بعد حادثة التحكيم (٣).

ويرى جماعة من العلماء أن أصل الخوارج الجماعة التي أنكرت على عثمان بن عفان - رضي الله عنه - وكان يقال لهم القراء لشدة اجتهادهم في العبادة، واجتمعوا من بلدان شتى، وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنكروا سيرة بعض أقارب عثمان بن عفان، فطعنوا على عثمان بذلك، جاء في البداية والنهاية أن أهل البصرة خرجوا ومعهم حرقوص بن زهير - الذي صار من قادة الخوارج فيما بعد.


(١) البخاري المناقب (٣٤١٤)، أحمد (٣/ ٥٦).
(٢) أخرجه البخاري: ٦٩٣٣.
(٣) دراسة عن الفرق جلي ص ٤٠.