للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا ما لا يستطيعه لما لهم عند جمهور الأمة من المكانة الراقية فلو رماهم بذلك لأنكر عليه الخاص والعام وسددت إليه سهام الملام.

السادس: قوله: لعب إبليس بلحاهم حتى أرداهم وأخرجهم عن دائرة الإسلام. . . إلخ

فنقول: هذا تهور وجرأة على الله وعلى المسلمين وأهل الدين واستهزاء وتمسخر بشعائر الإسلام وتكفير لأهل العقيدة السليمة وإخراج لهم عن دائرة الإسلام، وتلك مصيبة عظمى لو يعلم أثرها هذا الكاتب لم يتجرأ على ذلك. فإنه:

أولا: زعم أنهم قد أطاعوا الشيطان مطلقا وأنه هو الذي أوقعهم في هذا الاعتقاد السلفي الذي قد سار عليه جمهور سلف الأمة وأهل القرون المفضلة، فإذا كان إبليس قد لعب بهم فقد لعب أيضا بأولئك الأئمة والقادة الأجلاء.

ثانيا إخراجه لهم من الإسلام وهي إحدى الكبر فبأي خصلة أخرجهم من الدين أما كانوا يدينون لله بالتوحيد ويعملون بمعنى الشهادتين ويحافظون على إقامة أركان الإسلام ويبتعدون عن كل المحرمات ويحذرون منها ويحرصون على إخلاص دينهم لربهم وحده فلا يجعلون منه شيئا لغيره كائنا من كان، فمن كفرهم فقد أنكر حقيقة التوحيد وأباح الكفر والشرك فهو أولى بما قال وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - «ومن دعا رجلا بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه (١)» أي رجع إليه تكفيره، وفي حديث آخر «أن رجلا ممن قبلنا قال: والله لا يغفر الله لفلان: فقال الله تعالى: من ذا الذي يتألى علي أن لا أغفر لفلان إني قد غفرت له وأحبطت عملك (٢)» فهل ينتبه هذا الكاتب ويرتدع عن مثل هذا التهور والتسرع في التفكير.

السابع: قوله: لأن المجسمة المشبهة ليسوا من الإسلام في شيء. . . . إلخ.

فنقول: ونحن نبرأ إلى الله أن نصفه بالتشبيه أو التمثيل بشيء من


(١) رواه مسلم ٢/ ٤٩ عن أبي ذر رضي الله عنه.
(٢) رواه مسلم ١٦/ ١٧٤ عن جندب رضي الله عنه.