للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أصبعه قائلا: اللهم فاشهد .... اللهم فاشهد، اللهم فاشهد (١)»

فكانوا خير القرون بعده، باهتمامهم في أداء الأمانة، وترسم خطاه عليه الصلاة والسلام: عبادة مع الله، وتعاملا مع الناس، وحرصا على المواثيق، وصدقا في المواعيد، ودعوة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة ... حتى ضربوا النموذج الأمثل، في الحرص على الأمانة وأدائها.

وبعد: فما أجمل تعاليم الإسلام، وما أحسن آدابه، فهو يهذب النفوس، ويغير الطباع، ويدعو لترابط المجتمع، وأداء الحقوق وغير ذلك من الصفات الحميدة.

وما من شأن من شؤون الحياة، إلا وقد جعلت هذه التعاليم، والتوجيهات الكريمة: من القرآن الكريم، ومن السنة المطهرة، آدابا هي المثالية، عندما يتخلق بها الفرد، وتحرص على تطبيقها الجماعة، بإخلاص وصدق، لأن التخلق بها يبرز وراءه: المجتمع المثالي: أمنا ورخاء، وصيانة للحرمات، ومكافحة للجريمة، مع ما تشوق إليه البشرية، في أي موقع كانت.

وعندما خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، في حجة الوداع، في أمته واعظا ومبلغا ومركزا على أمور، منها الأمانة: على الدماء والأموال


(١) أخرجه مسلم في كتاب الحج، باب حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - برقم: (١٢١٨) كاملا.