للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأعراض، والوصاية بالنساء خيرا، لأنها أمانة عظيمة في أعناق الرجال .. {وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (١).

فما ذلك إلا أن التساهل فيها يجر إلى أمور عديدة: سواء في الأمور التعبدية مع الله سبحانه، فضلا عن آثارها في المجتمع: أفرادا وجماعات.

فقد قال له - صلى الله عليه وسلم -، واحد من الصحابة: يا رسول الله: كأنها خطبة مودع، فأوصنا؟ فقال - صلى الله عليه وسلم -: «تركت فيكم: كتاب الله وسنتي، لن تضلوا ما تمسكتم بهما (٢)»

وما ذلك إلا أن الأمانات إذا أديت على حقيقتها، وفق ما أمر الله في كتابه، وما حث عليه رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - من تأكيدات لأهمية الأمانة، وأدائها ... فإن النفوس سوف تعف، ويرضى كل فرد بما قسم الله، ويعم العدل والهدوء، ويكون على كل نفس بشرية: رقابة ذاتية، ومحاسبة دقيقة، وغيرها من الصفات الحميدة، التي بها يترابط المجتمع، وتنعدم الجريمة ... وينام كل فرد آمنا مطمئنا، وترفع الأقفال عن البيوت والمتاجر، مع العدل والإنصاف .. استجابة لأمر


(١) سورة البقرة الآية ٢٢٨
(٢) يراجع في هذا كتب الحديث والسيرة، وتاريخ ابن كثير، عن هذه الخطبة البليغة.