أما أبناء المسلمين، وخاصة عندما يختلطون بهم، فإنهم يسعون لبث الشبهات، وتسهيل المغريات، ليتخلوا عن كنوز دينهم في السلوك والعادات، وعدم الالتزام، تقليدا بدون هدف، فتضيع عندهم الأمانة التي هي أول ما يفقد من الدين، ثم بعد انفتاح الباب، تتوالى المصائب، ولا عاصم من ذلك، إلا من عصمه الله، والأرض لن تخلو من أهل الخير، الحريصين على الثبات والعمل.
يقول - صلى الله عليه وسلم -، مخبرا عما سيحصل لأمته، عندما يتكاثر عليها الأعداء: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه، قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن (١)»
ثم أخبر في حديث آخر بأن المهابة تنزع من قلوبهم، ولا يزيل ذلك إلا العودة إلى الدين، والتمسك بخصاله الحميدة: عملا ودعوة، ومنها الأمانة التي عليها مدار كثير من الأعمال.
(١) أخرجه الإمام البخاري في كتاب أحاديث الأنبياء: كتاب ما ذكر عن بني إسرائيل برقم: ٣٤٥٦، ومسلم برقم: ٢٦٦٩.