هكذا يرى الغزالي بصفة عامة: الغزو الثقافي وحملته، الذين ضيعوا الأمانة لينساقوا مع فكر وتحليلات أعداء الإسلام، في رغبتهم هدم قاعدته الأساس، ثم يوضح دوره في الرد عليهم بقوله: وقد حاولت في أحد كتبي تجفيف المنابع التي ترشح بالحقد، وتفيد أعداء الإسلام وحدهم.
ولما كانت دراسة الماضي، تقع للعبرة لا للتجريح، وللبناء لا للهدم، فإن أئمة الفقه والتاريخ، والتوجيه العام قالوا، عما حصل من فتنة: دماء طهر الله أيدينا منها، فلا نلوث أفواهنا بها، وقد حكت كثرة المسلمين: بأن فلانا أصاب، وفلانا أخطأ، وكان ذلك عن اجتهاد، يعرف علام الغيوب، ما وراءه من قصد، وسيحكم بينهم في اللقاء الأخير.
فيجب أن نقف حيث وقفوا، فكيف يأتي من ينبش الماضي، ويفسر وقائعه على هواه، ألا يكون الأجدر به دراسة ما يثير الدهشة، بكون المدينة أصبحت مفتوحة، لمن هب ودب: من المجوس واليهود، وأتباع الملل التي اجتاحها الإسلام، فإذا هم يملكون في