للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المقدمة على أمر الله، وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

والنفس بطبيعتها تميل للأمور العاجلة، ولا يكبح جماحها، إلا الانقياد لأمر الله، وحمايتها بالوازع الإيماني، الذي هو حصن قوي، يردعها عن الاستسلام للشهوات، التي في مقدمتها ضياع الأمانة، والانقياد للهوى، وعاجل المتاع من الدنيا، يقول سبحانه: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (١).

وهذه الأصناف بعد العبادات، جزء مما يدخل تحت سقف ضياع الأمانة، والتهاون فيها: طمعا أو تعديا، وفي عرض شرع الله للأمانة، يقول تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} (٢).

وهذا أمر جازم، بأهمية المحافظة على الأمانة لثقلها، والدور الواجب رعايته بشأنها، سواء لنفسه بالظلم والانصراف عن طريق الحق، الذي أمره الله به، أو مع الآخرين كبرت الأمانة، أو صغرت بحسب الإنسان، ومن يتعامل معه، والشاعر يقول:

والظلم من شيم النفوس وإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم


(١) سورة آل عمران الآية ١٤
(٢) سورة الأحزاب الآية ٧٢