للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صاحبه بالأمانة: طاعة لله، ووفاء بحقها: محافظة وتطبيقا.

ومع الخلل الذي يطرأ على الإيمان، ومكانته من قلب صاحبه، فإنها تهون عليه الأمانة، فيضيعها: سواء في الصلاة والمحافظة عليها، أو في الوضوء والخشوع في الصلاة، أو الزكاة وأداء حق الله لأهلها المستحقين، أو الصوم في شهر رمضان: وفاء وعقيدة وتمسكا سرا وجهرا، فقد اختصه الله سبحانه له: «فإنه لي وأنا أجزي به، يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي (١)»

كما أن المرتبة الثالثة، من مراتب العقيدة: الإحسان وقد عرفه الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في حديث جبريل المشهور: «قال أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك (٢)» وهذا من المنازل الكبيرة في أمانة العقيدة، وعبادة الله، على الوجه الذي يرضيه جل وعلا.

ولذا يستشهد طلبة العلم، على الإنسان، وهو يؤدي عباداته التي فرضها الله عليه، حتى تكون الأمانة، مراقبا الله في أدائها، بقول الشاعر

إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل علي رقيب

ولا تحسبن الله عنك بغافل ... ولا أن ما يخفى عليه يغيب


(١) رواه البخاري ومسلم، في فضل الصوم.
(٢) أخرجه: البخاري، كتاب الإيمان، باب سؤال جبريل النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث رقم (٥٠)، ومسلم، كتاب الإيمان، باب الإيمان والإسلام والإحسان، حديث رقم (٩).