فقد يقوم في الصف للصلاة رفيقان، حرصا على الحضور والمبادرة، فأحدهما يرجع ظافرا مقبولة عبادته، لأنه أداها بأمانة وصدق، بعد أن اهتم بالأمانة، في جميع أموره ... وقمن أن يستجاب له. أما الآخر فأنى يستجاب لدعائه، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه وذكر فيه: «الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك (١)»
وأما أمانة العهود والمواثيق، سواء كانت بين الأفراد في التعامل والمعاملات والمداينات، حتى تستقيم الحياة بين الناس، وتحفظ الحقوق: هانئة هادئة، مع الوفاء والمراعاة، لهذه العهود والمواثيق، فإنه لا بد من الاهتمام بأمانتها: بيعا وشراء، وتعاملا ووفاء، بشروط ما تم الاتفاق عليه، بدقة وأمانة، وتوثق كتابة وشهودا، خوفا من النسيان، وعدم الكتمان أو إخفاء العيوب، الذي يدخل في الغش.
أو كانت في الحرف المتنوعة، والاستصناع، ومراعاة لحدود البيع والشراء، وحسن التعامل، بلا غش ولا خيانة، ولا ضرر ولا ضرار، ولا احتكار للأقوات والأرزاق، ولا غير ذلك مما يدور في فلك المجتمع، بحسب ما تمليه تلك المواثيق على الإنسان ومعاشه،
(١) أخرجه مسلم في الزكاة: برقم: ١٠١٥، والترمذي في تفسير القرآن برقم: ٢٩٨٩.