ومتى قوي الإيمان في القلب بقوة الوازع السلطاني، الذي يحرك الله به العلماء والدعاة، لإنكار المنكرات، وتقوية القلوب بالإيمان، فإن صاحبه يحرص على جذب الجوارح للأعمال الصالحة، المحببة عند الله، وعند الناس، فيغير الله بالنية الصادقة، المجتمع من حال إلى حال، كما جاء في الحديث الصحيح: «ألا وإن في الجسد، مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب (١)»
فالنفوس الخيرة، مع صلاح المضغة، تندفع إلى ما يفيد ويسعد به المجتمع، ليعف بعضهم عما بأيدي الآخرين: رجالا ونساء، ويحمدون الله على ما هيأ لهم، بعد مجاهدتهم النفوس، وكبح جماحها عن الطمع، وتنمية جانب الخير، وبذا تكبر مكانة الأمانة، ليحف الأمن جوانب المجتمع، الذي يزدهر، وينمو في المال، وتنتشر الألفة بين أبنائه في تعاملهم، لأن الاقتصاديين يقولون: رأس
(١) أخرجه: البخاري، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه حديث رقم (٥٢)، ومسلم، كتاب المساقاة، باب أخذ الحلال وترك الشبهات، حديث رقم (١٥٩٩)، وأورده ابن ماجه في سننه عن النعمان بن بشير تحقيق محمد مصطفى الأعظمي الطبعة الثانية ١٤٠٤ هـ - ١٩٧٤ م ٢: ٣٧٥ برقم ٤٠٣٢.