المال جبان لا ينمو إلا مع توفر الأمن، ثم الأمانة، التي بصدقها في التعامل، يحوطهم الله بعنايته ورحمته ... ينزل في أعمالهم وأموالهم البركة والنماء، ويصبح المال آمنا يستفيد منه طبقات الأمة لأن الله حذر من الاحتكار بقوله الكريم:{كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}(١).
ولأن كل فرد متى حاسب نفسه، ووازن فيها المكاسب بين عامل الخير، والانحراف إلى الشر، فإنه يرعى حق الأمانة: بين العبد وربه: مراقبة وتقوى، وذلك بأداء ما افترض الله عليه، والاتجاه لما يحبه الله، واجتناب ما عنه نهى، وبذا مع هذا المؤشر، نرى حق الأمانة، فيما بينه وبين من يتعامل معهم: من أهل وولد، وجار وصاحب، أو من تربطه مسؤولية العمل، أو الصداقة أو مع الآخرين، أيا كانوا، ستقوى بلا شك رابطة الأمانة معهم: تأثرا وتأثيرا، ويعظم شأنها: أداء وحفظا واهتماما، لأن عامل الخير مع الناس، من عوامل الوفاء بالأمانة.
بل سوف تمتد مسؤولية الأمانة، مع الحيوانات والطيور، بحسن الولاية، والإحسان إليهن لأن الله محسن يحب المحسنين، ولا يرضى الإساءة في التعامل، مع كل نفس رطبة: لا إهمالا ولا إطعاما ولا سوء ولاية.