للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال سبحانه وتعالى: {فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} (١) {ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (٢). ولا يخلد في النار إلا كافر كفرا أكبر.

٢ - أن في هذا الإنكار تكذيبا ظاهرا للأحاديث الصحيحة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تقرر ما جحد، وقد قرر العلماء أن من رد حديثا واحدا صحيحا، أو كذبه بغير تقية - مع علمه بصحته - فهو كافر (٣) يقول إسحاق بن راهويه: " من بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر، يقر بصحته، ثم رده بغير تقية فهو كافر " (٤).

وقال ابن الوزير: " إن التكذيب لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع العلم أنه حديثه كفر صريح " (٥).

٣ - إجماع العلماء على كفر من جحد أمرا معلوما من الدين بالضرورة، وقد حكى هذا الإجماع جمع من العلماء.

يقول ابن قدامة - وهو يتكلم عن حكم من ترك الصلاة -


(١) سورة فصلت الآية ٢٧
(٢) سورة فصلت الآية ٢٨
(٣) انظر: نواقض الإيمان القولية ص ٢٥٠.
(٤) الإحكام لابن حزم ج ١ ص ٩٧.
(٥) العواصم والقواصم ج ٢ ص ٣٧٤.