للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ} (١) {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ} (٢) {لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} (٣).

قال شيخ الإسلام - بعد أن ذكر هذه الآيات: " وهذا نص في أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر. . . وقد دلت هذه الآية على أن كل من تنقص رسول الله صلى الله عليه وسلم جادا، أو هازلا فقد كفر " (٤).

وقال الفخر الرازي: " قوله: {قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (٥) يدل على أحكام:

الحكم الأول: أن الاستهزاء بالدين كيف كان كفر بالله، وذلك لأن الاستهزاء يدل على الاستخفاف، والعمدة الكبرى في الإيمان تعظيم الله تعالى بأقصى الإمكان، والجمع بينهما محال " (٦)

فالآية - كما رأينا - تدل على أن الاستهزاء بالله وبآياته وبرسوله كفر، كما تدل على أن الاستهزاء بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله، بدليل ما ورد في أسباب نزول هذه الآية، عن عبد الله بن عمر رضي الله


(١) سورة التوبة الآية ٦٤
(٢) سورة التوبة الآية ٦٥
(٣) سورة التوبة الآية ٦٦
(٤) الصارم المسلول، ص ٣١.
(٥) سورة التوبة الآية ٦٦
(٦) التفسير الكبير، ج ١٦، ص ١٢٤.