للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنهما قال: «قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوما: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا، ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء منهم، فقال له رجل: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل القرآن. قال ابن عمر: " فأنا رأيته متعلقا بحقب ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه وهو يقول: يا رسول الله، إنما كنا نخوض ونلعب، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:؟ (٤)»

وعلى هذا فالآية تدل أيضا على أن الاستهزاء بالمؤمنين لأجل ما هم عليه من العلم بدين الله، أو لالتزامهم بالسنة كفر؛ إذ هو من الاستهزاء بالله وآياته ورسوله.

قال شيخ الإسلام: ". . . فهؤلاء لما تنقصوا النبي صلى الله عليه وسلم حيث عابوه، والعلماء من أصحابه، واستهانوا بخبره أخبر الله أنهم كفروا بذلك، وإن قالوه استهزاء. . . " (٥)


(١) أخرجه ابن أبي حاتم، انظر أسباب النزول للسيوطي. بحاشية مفردات القرآن ص ٢٥٣ - ٢٥٤، وابن كثير في تفسيره، ج ٢ ص ٣٧٦.
(٢) بحزام في وسط الناقة. (١)
(٣) تنكبه: تكثر فيه الجراح. (٢)
(٤) سورة التوبة الآية ٦٥ (٣) {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}
(٥) الصارم المسلول ص ٣٢ - ٣٣.