للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رسول آخر فكيف بالخروج عنه وعن الرسل.

٥ - أن الأنبياء عليهم السلام كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله، وأعرفهم بحقوقه وصفاته، وما يستحق من التعظيم، وكانوا مع هذا أكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات، وترك المنكرات إلى حين الوفاة (١) وإذا كانوا كذلك فغيرهم من باب أولى.

٦ - أن حقيقة الولاية إنما تنال بتقوى الله سبحانه، والتزام أوامره، واجتناب نواهيه (٢) لا بترك الواجبات، وفعل المحرمات قال تعالى: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٣) {الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (٤). وكلما كان العبد إلى الله أقرب كان جهاده في الله أعظم، لا أن يخلع ربقة التكليف من عنقه. قال ابن القيم: " وتأمل أحوال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنهم كانوا كلما ترقوا من القرب في مقام عظم جهادهم واجتهادهم. لا كما ظنه


(١) تفسير ابن كثير، ج ٢، ص ٥٦٠، وانظر: مدارج السالكين، ج ٣، ص ١١٧.
(٢) انظر: مجموع الفتاوى، ج ١٠ ص ٣٥٣، ج ١١ ص ٤٢٠.
(٣) سورة يونس الآية ٦٢
(٤) سورة يونس الآية ٦٣