٢ - عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج (١)»
(١) أخرجه أبو داود في الجنائز، باب في زيارة النساء للقبور ٣/ ٢١٦، برقم (٣٣٣٦)، والترمذي في كتاب الصلاة، باب ما جاء في كراهة أن يتخذ القبر مسجدا ٢/ ١٣٦، برقم (٣٢٠)، والنسائي في الجنائز، باب التغليظ في اتخاذ السرج على القبور ٤/ ٤٠٠، رقم ٢٠٤٢، وابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في النهي عن زيارة القبور ١/ ٥٠٢، رقم (١٥٧٥)، وابن حبان في الجنائز، ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المتخذين المساجد والسرج على القبور ٧/ ٤٥٢، رقم (٣١٧٩، ٣١٨٠)، والبيهقي في الجنائز، باب ما ورد في نهيهن عن زيارة القبور ٤/ ١٣٠، رقم (٧٢٠٦)، وأحمد ١/ ٢٨٧، ٢٩٩، ٣٢٤٠، ٣٣٧. وكل روايات هذا الحديث بلفظ (: زائرات)، إلا ابن ماجه فلفظه: (زوارات)، وكل هؤلاء أخرجوه من طريق أبي صالح، عن ابن عباس، وأبو صالح: هو مولى أم هانئ بنت أبي طالب، وقد ضعفه جماعة، ينظر: تقريب التهذيب ص ٢١. قال أحمد شاكر - رحمه الله - في تعليقه على الترمذي ٢/ ١٣٧ وليس لتضعيف أبي صالح حجة، والذي ادعى أنه لم يسمع من ابن عباس هو ابن حبان - ولعلها فلتة منه - فإن أبا صالح تابعي قديم، وروى عن مولاته أم هانئ، وعن أخيها علي بن أبي طالب، وعن أبي هريرة، وابن عباس أصغر من هؤلاء كلهم، وإنما تكلم فيه من أجل التفسير الكثير المروي عنه، والحمل في ذلك على تلميذه محمد بن السائب الكلبي، ولذلك قال ابن معين: ليس به بأس، وإذا روى عنه الكلبي فليس بشيء، وهذا تضعيف للكلبي لا أبي صالح. . . ثم قال: فهذا الحديث على أقل حالاته حسن، ثم الشواهد التي ذكرناها في تأييده ترفعه إلى درجة الصحة لغيره، إن لم يكن صحيحا بصحة إسناده هذا. وقد ناقش شيخ الإسلام ابن تيمية كلام الأئمة في أبي صالح، ورجح أن الحديث لا ينزل عن درجة الحسن، والله أعلم.