للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رب العالمين، فهو أيضا هوس لا حقيقة له (١) قال ابن القيم: "فيا لله العجب! أيروج هذا الخداع والمكر والتلبيس على أحكم الحاكمين الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ ثم إن هذه الحيلة كما هي مخادعة لله، ومكر بدين الإسلام، فهي باطلة في نفسها، فإنها إنما تصير للقنية إذا لم يكن من نيته إعادتها للتجارة، فأما وهو يعلم أنه لا يقتنيها ألبتة ولا له حاجة باقتنائها، وإنما أعدها للتجارة، فكيف تتصور منه النية الجازمة للقنية وهو يعلم قطعا أنه لا يقتنيها ولا يريد اقتناءها، وإنما هو مجرد حديث النفس أو خاطر أجراه على قلبه بمنزلة من يقول بلسانه: أعددتها للقنية وليس ذلك في قلبه؟ أفلا يستحيي من الله من يسقط فرائضه بهذا الهوس وحديث النفس؟ " (٢)

ثانيا: أن الفرار من الزكاة امتناع عن الوجوب، لا إسقاط للواجب (٣)

وأجيب عن هذا: بأن الأمر في كلا الحالين واحد، قال ابن تيمية: "لكن شبهة المرتكب أن هذا منع للوجوب لا رفع له، وكلاهما في


(١) الفتاوى الكبرى الفقهية ٦/ ١١٩.
(٢) إعلام الموقعين ٣/ ١٩٥، ١٩٦.
(٣) عمدة القاري ١٤/ ١١١.