يجعلون غير الله يماثله في الخلق في الإيجاد، فهؤلاء إنما أغرقهم في الشرك جهلهم بحقيقة التوحيد ومعناه فهم أحوج ما يكونون لدراسة التوحيد والعلم بحقيقته، أحوج ما يكونون لأن يعلموا أن التوحيد هو إفراد الله بالعبادة وأن إفراده بالربوبية ليس هو التوحيد الذي أرسل الله رسله به ولم يقبله من المشركين حتى يضموا إليه لازمه من إفراده بالعبادة، فهو غير كاف في حصول الإسلام وتحقق التوحيد، وهم أحوج ما يكونون إلى العلم بأن قول لا إله إلا الله باللسان ليس هو كل القول المطلوب من العبد، فإن القول المطلوب من العبد هو قول اللسان والقلب والجوارح، وهكذا القول إذا أطلق فإن المراد به قول القلب واللسان والجوارح، فإذا أريد قول اللسان فقط قيد ولم يطلق كما قال الله:{يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}(١) فلما كان قولهم قول لسان فقط قيده به ونفى عنه ما يدخل فيه لو أطلق، وأن يعلموا أن لـ لا إله إلا الله حقوقا واجبة مشروطة لصحتها، مقررة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تقبل إلا بها وليس لقول لا إله إلا الله معنى بدونها، وأن يعلموا أنه لهذا أبى المشركون أن يقولوا لا إله إلا الله لأنهم علموا أن قولها ينقض عليهم ما هم فيه ويوجب في رقابهم البراءة منه والإقلاع عنه والتوجه بأجمع قلوبهم وأركانهم إلى الله وحده، والخلوص من الشرك، وهم أحوج ما