للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فضاع بين خلقه حتى يدخل عليه الضرر والأذى ممن كان يرجو نفعه من أهله وغيرهم، كما قال بعض السلف: إني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق خادمي ودابتي.

وهذا هو النوع الأول، والنوع الثاني من الحفظ: وهو أشرف النوعين حفظ الله للعبد في دينه وإيمانه، فيحفظه في حياته من الشبهات المضلة، ومن الشهوات المحرمة ويحفظ عليه دينه عند موته فيتوفاه على الإيمان، لأن العبد حفظ نفسه فحفظه الله، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله أمره أن يقول عند منامه: «إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين (١)» وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة أن يقول: «اللهم احفظني بالإسلام قائما، واحفظني بالإسلام قاعدا، واحفظني بالإسلام راقدا ولا تطمع في عدوا ولا حاسدا (٢)» فإن الله عز وجل يحفظ المؤمن الحافظ لحدود دينه ويحول بينه وبين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ، وقد لا يشعر العبد ببعضها (٣) وبعضها يكون معجزة أو كرامة، كما حصل من انفلاق البحر لموسى عليه السلام وقومه وانطباقه على فرعون وجنوده، وكما حصل


(١) أخرجه البخاري: ٥/ ٢٣٢٩.
(٢) أخرجه ابن حبان: ٣/ ٢١٤، والحاكم: ١/ ٧٠٦، وقال: صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه
(٣) جامع العلوم والحكم لابن رجب ص ٨٧