للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن كان في الدنيا والمطلوب إن كان في الدين (١) وعليه حمل ما رواه الشيخان (٢) من حديث ابن عمر أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار (٣)» وقد أخبر – الرسول صلى الله عليه وسلم – أن القوي هو الذي يستطيع السيطرة على مشاعره ويملك زمام نفسه، فقال: «ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب (٤)» فلا يتمادى في حسد أخيه وأذيته، فإن المتأذي هو الحاسد لا غير، سواء من ناحية دينه أو دنياه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب (٥)» وهو أول ذنب عصي الله به، فكانت نتيجة ذلك خروج آدم من الجنة وطرد إبليس من رحمة الله والجنة، وكذلك لا يغيب عن البال أن أول قتيل من ذرية آدم كان بسبب الحسد، فهو أول ذنب في


(١) انظر الزواجر ابن حجر المكي: ١/ ١١٢.
(٢) أخرجه البخاري: ٦/ ٢٧٣٧، مسلم: ١/ ٥٥٨.
(٣) انظر: سبل السلام الصنعاني: ٤/ ٣٥٠.
(٤) أخرجه البخاري: ١٠/ ٥١٨، ومسلم ٤/ ٢٠١٤.
(٥) أخرجه أبو داود: ٤/ ٢٧٦، وابن ماجه: ٢/ ١٤٠٨، وقال العراقي في المغني عن حمل الأسفار ١/ ٣٢ (أبو داود من حديث أبي هريرة، وقال البخاري: لا يصح، وهو عند ابن ماجه من حديث أنس بإسناد ضعيف، وفي تاريخ بغداد بإسناد حسن).