للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فهو في هم، ومحسوده في راحة، قال الحسن: (ما رأيت ظالما أشبه بمظلوم من حاسد؛ نفس دائم، وحزن لازم، وعبرة لا تنفد) فأنى له الراحة النفسية أو الجسدية، يقول الأحنف بن قيس (خمس، هن كما أقول؛ لا راحة لحسود، ولا مروءة لكذوب، ولا وفاء لمملوك، ولا حيلة لبخيل، ولا سؤدد لسيئ الخلق) (١) فالحاسد جاحد، لا يرضى بقضاء، ولا يقنع بعطاء (وفي بعض الكتب الإلهية: الحاسد عدو نعمتي) (٢) وقد قال عبد الله بن مسعود: (لا تعادوا نعم الله، قيل له: ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله. يقول الله تعالى في بعض الكتب: (الحسود عدو نعمتي، متسخط، غير راض) (٣) فحتى يندفع البلاء عن المسلم عليه أن يبتعد عن الحسد وأن يصل رحمه ولا يظلم أحدا، كائنا من كان، وعلى أية حال، وأن يحسن للناس وبالأخص جيرانه، ويعامل الخلق معاملة حسنة من


(١) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان: ٥/ ٢٧٣.
(٢) انظر: كشف الخفاء العجلوني: ١/ ٤٣١.
(٣) أورده القرطبي في تفسيره: ٥/ ٢٥١.