للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال تعالى: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً} (١) وقال تعالى: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٢)، فأمر بقتالهم على فعل التوحيد، وترك الشرك، وإقامة شعائر الدين الظاهرة، فإذا فعلوها خلي سبيلهم، ومتى أبوا عن فعلها، أو فعل شيء منها، فالقتال باق بحاله إجماعا، ولو قالوا لا إله إلا الله.

وكذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - علق العصمة بما علقها الله به في كتابه، كما في الحديث (٣) وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعا: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي، وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله (٤)»

وفي الصحيحين عنه قال: لما توفي رسول الله، وكفر من كفر من


(١) سورة التوبة الآية ٣٦
(٢) سورة التوبة الآية ٥
(٣) يعني الحديث المتقدم.
(٤) رواه مسلم ١/ ٢٩١ رقم ٢١.