للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

منكم بعمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته (١)».

وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن (٢)»

فالمطلوب الاستقامة وهي السداد، فإن لم يقدر فالمقاربة وهي دونها، فإن نزل عن المقاربة فما بقي إلا الضياع والتفريط (٣)

والاستقامة كلمة آخذة بمجامع الدين كله وهي القيام بين يدي الله على حقيقة الصدق والوفاء بالعهد وهي تتعلق بالأقوال والأفعال والأحوال والنيات (٤)

كما أنها تعني لزوم المنهج الوسط بإخلاص وهو الطريق المستقيم الذي لا غلو فيه ولا جفاء ولا إفراط ولا تفريط، إذ الشيطان حريص على إغواء بني آدم بطريقين مهلكين هما طريق الإفراط وطريق التفريط


(١) صحيح البخاري / كتاب الرقاق: باب القصد والمداومة على العمل / ح٥٩٨٦، وصحيح مسلم / كتاب صفة القيامة والجنة والنار: باب لن يدخل أحد الجنة بعمله بل برحمة الله / ٥٠٤٣.
(٢) سنن ابن ماجه / كتاب الطهارة وسننها: باب المحافظة على الوضوء / ٢٧٣ (صححه الألباني: صحيح سنن ابن ماجه: ٢٢٤).
(٣) انظر مدارج السالكين / ابن القيم (مصر: دار الحديث: د٠ت) ٢/ ١٠٩.
(٤) انظر المرجع السابق ٢/ ١١٠.