- ومن ذلك: بيانه لمعنى الإيمان وحقيقته في نصوص الشرع، وفق ما أجمع عليه سلف الأمة من أنه قول وعمل، يزيد وينقص وفي هذا يقول – رحمه الله -: «ومعلوم أن الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. ولأهل السنة عبارة أخرى في هذا الباب وهي: أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي، وكلتا العبارتين صحيحة، فهو قول وعمل؛ يعني قول القلب واللسان، وعمل القلب والجوارح، وهو قول وعمل واعتقاد؛ قول باللسان، وعمل بالجوارح، واعتقاد بالقلب، فالجهاد في سبيل الله، والصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وسائر الأعمال المشروعة كلها أعمال خيرية، وهي من شعب الإيمان التي يزيد بها الإيمان وينقص بنقصها عند أهل السنة والجماعة؛ وهم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأتباعهم بإحسان»(١)
وهذا الذي ذهب إليه هو – كما تقدم – قول أهل السنة والجماعة، وهو خلاف قول الفرق الضالة؛ من الخوارج والمعتزلة والمرجئة – الجهمية منهم والكرامية – الذين اتفقوا على أن الإيمان شيء واحد لا يزيد ولا ينقص، وأنه لا يجتمع في القلب الواحد إيمان ونفاق، ولا يكون في أعمال العبد الواحد شعبة من الكفر وشعبة من الإيمان.
ثم اختلفوا بعد ذلك في حقيقة الإيمان ومحله، فمنهم من يقول: الإيمان محله القلب، ومنهم من يضيف إليه إقرار اللسان، ومنهم من