للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأما حكم من مات على شيء من الكبائر ولم يتب منها فهو تحت مشيئة الله إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه على قدر معاصيه، ثم يكون مآله إلى الجنة (١) لقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (٢).

وقد خالف الخوارج والمعتزلة أهل السنة والجماعة في هذه المسألة؛ فالخوارج تكفر بالمعاصي والكبائر، وتجعله مخلدا في النار إذا مات على ذلك ولم يتب، والمعتزلة تقول: إنه في منزلة بين المنزلتين – فلا نسميه كافرا يعني الكفر الأكبر، ولكن يخلد في النار إذا مات عليه

وكلتا الطائفتين قد ضلت عن السبيل، وخالفت نصوص الكتاب والسنة، ومذهب أهل السنة والجماعة (٣)

أما المعتزلة فقد ضلوا بسبب أنهم قرروا أصولا عقلية سلفا، ثم حملوا ألفاظ القرآن عليها، وأولوها بما يوافق ما عندهم من مقررات سابقة، وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، ولا أئمة المسلمين، لا في رأيهم ولا في تفسيرهم (٤)


(١) انظر: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٧/ ٤٠)، وأيضا (٦/ ٤٧ - ٤٨).
(٢) سورة النساء الآية ٤٨
(٣) مجموع فتاوى ومقالات متنوعة (٧/ ٤١).
(٤) انظر: ابن تيمية، مجموع الفتاوى (١٣/ ٣٥٨).