للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} به سبحانه، والجملة في موضع الحال من الأكثر أي ما يؤمن أكثرهم إلا في حال إشراكهم " (١)

ثم قال: " وقد يقال نظرًا إلى مفهوم الآية إنهم من يندرج فيهم كل من أقر بالله تعالى وخالقيته مثلاً، وكان مرتكبًا ما يُعَدّ شركًا كيفما كان ومن أولئك عبدة القبور الناذرون لها، المعتقدون للنفع والضر ممن الله تعالى أعلم بحاله فيها وهم اليوم أكثر من الدود " (٢)

٧ - قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله: " {وَكَأَيِّنْ} أي: وكم {مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا} دالة لهم على توحيد الله {وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ}. ومع هذا إن وجد منهم بعض الإيمان فلا {يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} فهم وإن أقروا بربوبية الله تعالى، وأنه الخالق الرازق المدبر لجميع الأمور، فإنهم يشركون في ألوهية الله وتوحيده، فهؤلاء الذين وصلوا إلى هذه الحال لم يبق عليهم إلا أن يحل بهم العذاب، ويفجأهم العقاب وهم آمنون " (٣)

٨ - قال القاسمي: " {ومَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ} أي: الناس، أو أهل


(١) روح المعاني (١٣/ ٨٤). ') ">
(٢) روح المعاني (١٣/ ٨٤ - ٨٥). ') ">
(٣) تفسير السعدي ص ٤٠٦. ') ">