للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّالُّونَ}.

٢ – القنوط عند تأخر نزول الغيث واحتباس المطر مظهر من مظاهر القنوط من رحمة الله التي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ففي القرآن الكريم يقول سبحانه وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ}، قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله في تفسيره لهذه الآية: " انقطع عنهم مدة، وظنوا أنه لا يأتيهم، وأيسوا وعملوا لذلك الجدب أعمالاً، فينزل الله الغيث وينشر به رحمته من إخراج الأقوات للآدميين، وبهائمهم، فيقع عندهم موقعًا عظيمًا، ويستبشرون بذلك ويفرحون " (١)، وجاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين: قحط المطر وقنط الناس، قال: مطرتم {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} (٢)، ومما يدل على ذلك المظهر - أيضًا - قوله تعالى:


(١) تيسير الكريم الرحمن ص ٧٥٨. ') ">
(٢) أورده ابن جرير في تفسيره ٢٥/ ٣١. ') ">