للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يعلمون أن ذلك مما أمروا به أو يعلمون الحق ولا يتبعونه فيكونون إما ضالين بعدم العلم النافع، وإما مغضوبًا عليهم بمعاندة الحق بعد معرفته (١)

٢. حُسن الظن بالله عز وجل من أقوى ما يُدفع به القنوط من رحمته، وقد حثّ النبي صلى الله عليه وسلم، على حسن الظن بالله حيث قال: «لا يَمُوتَنَّ أحدكم إلا وهو يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ» (٢). ومعنى حسن الظن بالله - تعالى -: أن يظن أن الله تعالى يرحمه، ويرجو ذلك، ويتدبر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله سبحانه وتعالى، وعفوه ورحمته وما وعد به أهل التوحيد، وما ينشره من الرحمة لهم يوم القيامة (٣)، مع الأخذ بالأسباب التي اقتضتها حكمة الله في شرعه وقدره وثوابه وكرامته، فيأتي العبد بها ثم يحسن ظنه بربه، ويرجوه ألاّ يكله إليها وأن يجعلها موصلة إلى ما ينفعه ويصرف عنه ما يعرضها للحبوط ويبطل أثرها، فحسن الظن إن حمل على العمل وحثّ عليه وساعده وساق إليه فهو صحيح،


(١) ينظر: جامع الرسائل ١/ ٢٢٨. ') ">
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها، باب الأمر بحسن الظن بالله تعالى عند الموت، ح ٢٨٧٧.
(٣) ينظر: المجموع شرح المهذب ٥/ ٩٨. ') ">