للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القنوط، فكيف يقنط من علم أن رحمة الله عز وجل وسعت كل شيء حيث قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} فالعلم العلوي والسفلي، والبر والفاجر، المؤمن والكافر بل كل مخلوق قد وصلت إليه رحمة الله العامة، وغمره فضله وإحسانه، والرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة، هي للذين تابوا وأنابوا (١)، وقال تعالى: {رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا}؟! قال ابن كثير رحمه الله: " أي: رحمتك تسع ذنوبهم وخطاياهم " (٢)، وقوله تعالى: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} فالخلق كله تحت ملكه وتدبيره، قد بسط عليهم رحمته وإحسانه، وتغمدهم برحمته وامتنانه، وكتب على نفسه أن رحمته تسبق غضبه (٣)، وأن


(١) ينظر: تيسير الكريم الرحمن ص ٣٠٥. ') ">
(٢) تفسير القرآن العظيم ٤/ ٧٣. ') ">
(٣) لحديث: " إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ كِتَابًا قبل أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي " أخرجه البخاري في كتاب التوحيد، باب قول الله "بل هو قرآن مجيد ""في لوح محفوظ"، ومسلم في كتاب التوبة، باب في سعة رحمة الله – تعالى –، وأنها سبقت غضبه ح ٢٧٥١.