للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٠ – عدم اهتداء من ضل عن الصراط المستقيم ليسم مانعًا من الاستمرار في دعوته إلى الخير، وبذل النصح له، وتوجيهه إلى البر والصلاح، وإذا كان هذا الضال عن سواء الصراط قريبًا كَابنٍ ونحوه كانت المسؤولية أعظم، والمهمة أكبر، وترك مثل ذلك قنوطًا ويأسًا من هدايته بُعْدٌ عن هدي سيد المرسلين وإمام المتقين عليه الصلاة والسلام، فإنه استمر في دعوة عمه، ومحاولة أن يهتدي حتى قبيل وفاته، فلم ييأس أو يقنط من إيمانه، ونزل عليه قوله تعالى: {إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ} ليخبره " أنك وغيرك من باب أولى لا تقدر على هداية أحد، ولو كان من أحب الناس إليك، فإن هذا أمر غير مقدور للخلق هداية التوفيق، وخلق الإيمان في القلب، وإنما ذلك بيد الله - تعالى -، يهدي من يشاء، وهو أعلم بمن يصلح لها، فيبقيه على ضلاله. وأما إثبات الهداية للرسول في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} فتلك هداية البيان والإرشاد، فالرسول يبيّن الصراط