للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المستقيم، ويرغّب فيه، ويبذل جهده في سلوك الخلق له. وأما كونه يخلق في قلوبهم الإيمان، ويوفقهم بالفعل، فحاشا وكلا. ولهذا لو كان قادرًا عليها لهدى من وصل إليه إحسانه، ونصره، ومنعه من قومه عمه أبا طالب، ولكنه أوصل إليه من الإحسان بالدعوة له للدين والنصح التام ما هو أعظم مما فعله معه عمه، ولكن الهداية بيد الله " (١)، قال الشيخ سليمان بن عبد الله ابن الشيخ محمد بن عبد الوهاب [ت ١٢٣٣هـ] " رسول الله، أفضل الخلق، وأقربهم من الله، وأعظمهم جاهًا عنده ومع ذلك حرص واجتهد على هداية عمه أبي طالب في حياة أبي طالب وعند موته فلم يتيسر ذلك، ولم يقدر عليه " (٢).

١١ – فقرُ بعض المسلمين في الدنيا، وقلة ذات اليد عندهم، وشدة حاجتهم، ورؤية النعيم على أهل الكفر لا يجرُّ ذلك إلى التسخط من قضاء الله، والاعتراض على قدره، والقنوط من غناه وفضله ورزقه، فإن هذا اعتقاد فاسد، ويكفي في فساده أنه يقود إلى الظن بأن الله عز وجل يؤيد


(١) ينظر: تيسير الكريم الرحمن ص٦٢٠. ') ">
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٢٩٨. ') ">