للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في هؤلاء لا تتحرك عند رؤيتهم، ولرفع الحرج عن المرأة في إخفاء زينتها، وعن هؤلاء لكثرة الدخول والمخالطة (١) وقد بدأت الآية بالأزواج، لأنهم المقصودون بالزِينة ولهم أن ينظروا إلى جميع بدنهن، وسمي الزوج بعلاً لأنه سائس المرأة والقائم عليها (٢) ثم ثنَّت بالمحارم مرتبين بحسب ما في نفوس البشر، بدءًا بالآباء وإن علوا من جهة الأب أو الأم، ثم آباء الأزواج وإن علوا من جهة الأب أو الأم، ثم الأبناء وإن نزلوا وأبناء الأزواج وإن نزلوا، ثم الإخوة سواءً كانوا أشقاء أو لأب أو لأم، لإطلاق الآية، وكذا بنوهم وإن نزلوا وبنوا الأخوات من أي جهة، وإن نزلوا، هؤلاء كلهم من المحارم.

(وإنما استعمل " بني " دون أبناء لأنه أوفق بالعموم وأكثر استعمالاً في الجماعة ينتمون إلى شخص مع عدم اتحاد صنف قرابتهم فيما بينهم، فكثيرًا ما تسمع بني آدم وبني تميم، وقلما تسمع أبناء آدم وأبناء تميم) (٣) ولم تذكر الآية الأعمام والأخوال لأنهم بمنزلة الآباء، وقد سُمِّي العم أبًا كما في قوله تعالى: {قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}،


(١) انظر: الكشاف (٣/ ٢٣١)، التحرير والتنوير (١٨/ ٢٠٨). ') ">
(٢) انظر: المفردات (ص ٥٢). ') ">
(٣) روح المعاني (١٨/ ١٤٢). ') ">