وهي حكمة: لقد أراد الله بأن يتصارع الحق والباطل، وللحق أعوانه، وللباطل أدعياء يؤلبون عليه، ويكررون ولا يسأمون يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:(عجبت لأهل الحق، ونكوصهم عن حقهم ولأهل الباطل، وتعاونهم على باطلهم) ولما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد حذر من فتنة النساء، مخبرًا أنها فتنة بني إسرائيل فإن من الأمور المهمة إعانة المرأة المسلمة بما يساعدها على تخطي العقبات التي تثار، حتى لا تتعثر في مسيرتها، وفق ما رسم لها شرع الله الكريم من علاج وسلاح، يقوي عزيمتها حتى تهزم الأدعياء بما منحها الله من قوة الإيمان، الذي هو خير سلاح {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
ومع الحرص على العفة والاحتشام يعينها الله على ما يريده الحاقدون: عليها وعلى دينها، حتى لا يجدوا استجابة تجرئ على الأمل، بشيء قليل من الاستجابة المعينة، على مباعدتها عن دينها شيئًا فشيئًا، بأساليب متعددة وغزو فكري، مقرون بالشهوات والإغراءات، فالنفس البشرية ضعيفة، إذا لم تعتصم بالله، وتتسلح بقوة الإيمان والعلم، والمرأة بحكم فطرتها التي فطرها الله عليها، عاطفية وسريعة