للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم قال: «ما من مسلم ينظر إلى محاسن امرأة، ثم يغض بصره إلا أخلف الله له عبادة يجد حلاوتها» (١).

ح – وفي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} قال ابن كثير: لأنه سبحانه: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}، وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كُتِبَ على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة: فزنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، وزنا الأذنين الاستماع، وزنا اليدين البطش، وزنا الرجلين الخطأ، والنّفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه» (٢).

وإذا كان كثير من السلف يقولون: إنهم ينهون أن يُحِدّ الرجل نظره إلى الأمرد، وقد شدد كثير من أئمة الصوفية في ذلك، وحرّمه طائفة من أهل العلم، لما فيه من الافتتان وشدّد آخرون في ذلك كثيرًا جدًّا، آخذين ذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: «كلّ عين باكية يوم القيامة، إلا عينًا غضّتْ عن محارم الله، وعينًا سهرت في سبيل الله، وعينًا يخرج


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي أمامة الطبعة الأولى (٥/ ٢٦٤).
(٢) قال ابن كثير على الآية (وليضربن بخمرهن على جيوبهن): كانت المرأة في الجاهلية تمر بين الرجال مُسفحة بصدرها، لا يواريه شيء وربما أظهرت عنقها، وذوائب شعرها، وأقرطة آذانها فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهنّ وأحوالهن.