للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر القاضي عياض؛ عن حماد بن زيد رحمه الله أنه قال: دخلت المدينة ومناديًا ينادي: لا يفتي الناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يحدث إلا مالك بن أنس (١)

وقد عقب الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله على ذلك لما أورده فقال: "وعليه فيجب على من بسط الله يده أن يقيم سوق الحجر في الفتيا على المتعالمين، فإن الحجر لاستصلاح الأديان أولى من الحجر لاستصلاح الأبدان والأموال، وإن الوالي إن لم يجعل على الفتيا كبلا فسيسمع لها طبلا، وأن لا يمكن من بذل العلم إلا المتأهل له". أهـ (٢)

ودخل رجل على ربيعة الرأي فوجده يبكي، فقال: ما يبكيك؟ أمصيبة دخلت عليك؟؛ وارتاع لبكائه، فقال: "لا، ولكن استفتي من لا علم له، وظهر في الإسلام أمر عظيم". ثم قال: "ولبعض من يفتي هاهنا أحق بالحبس من السُّرَّاق" (٣)

وقال الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى: "ينبغي للإمام أن


(١) ترتيب المدارك وتقريب المسالك ١/ ٧٨. ') ">
(٢) التعالم وأثره على الفكر والكتاب ص ٥٤. ') ">
(٣) ينظر: جامع بيان العلم وفضله ٢/ ٣٨٨. ') ">