للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذًا ليس معنى اليسر في الشريعة انفكاك الأحكام من الجهد والمشقة؛ بل المراد تحصيل الغاية الشرعية، والمقاصد الربانية بأقل جهد وأيسر سبيل؛ وهو متحقق في تطبيق الشريعة بأحكامها وتشريعاتها على وفق التشريع الرباني والسنن النبوي دون تشدد يبلغ بصاحبه تحريم الحلال، وتقييد المباح؛ ولا تَفَلُّتٍ وتمييعٍ يفضي بصاحبه للتساهل في الواجبات؛ أو تحليل الحرام والتحايل عليه بدعوى التيسير.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عند قوله عز وجل: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} قال: "فنفى بذلك ما توهموه من أنه يعذبهم بالخطرات التي لا يملكون دفعها، وأنها داخلة تحت تكليفه، فأخبرهم أنه لا يكلفهم إلا وسعهم، فهذا هو البيان الذي قال فيه ابن عباس وغيره: فنسخها الله عنهم بقوله: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا}، وقد تضمن ذلك أن جميع ما كلفهم به أمرا ونهيا فهم مطيقون له قادرون عليه، وأنه لم يكلفهم