للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ترك الأسباب الظاهرة، وأما من لم يبلغ هذه المنزلة، فإنه يمنع من ذلك.

وقد نسب رحمه الله هذا الرأي إلى الإمام أحمد، وإسحاق، وغيرهما (١)

ومما احتج به على مذهبه هذا حديث «لو أنكم توكلون على الله حق توكله؛ لرزقكم كما يرزق الطير؛ تغدو خماصا، وتروح بطانا» (٢)

قال ابن رجب: "الناس إنما أتوا من قلة تحقيق التوكل، ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم، ومساكنتهم لها، فلذلك يتعبون أنفسهم في الأسباب، ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد، ولا يأتيهم إلا ما قدر لهم، فلو حققوا التوكل على الله بقلوبهم؛ لساق الله إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب، كما يسوق إلى الطير أرزاقها بمجرد الغدو والرواح، وهو نوع من الطلب والسعي، ولكنه سعي يسير" (٣)


(١) ينظر: لطائف المعارف ١٤٠، وجامع العلوم والحكم ٢/ ٥٠٣، ٥٠٥، ويراجع بعض ما جاء في هذا المعنى: كتاب الحث على التجارة والصناعة والعمل ١٧٦، ١٧٧.
(٢) رواه الإمام أحمد في مسنده ١/ ٣٣٢ رقم ٢٠٥، وينظر فيه تمام تخريجه.
(٣) ينظر: جامع العلوم والحكم ٢/ ٥٠٢. ') ">