للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقد قرر رحمه الله أن ما يذكر كثيرا في مناقب العباد من الاجتهاد المخالف للشرع ينهى عن ذكره على وجه التمدح به، والثناء على فاعله.

وقد دل على هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم: «إن الدين يسر» (١) فإن المراد بهذا الحديث الاقتصاد في العمل، والأخذ منه بما يتمكن صاحبه من المداومة عليه، وأن أحب العمل إلى الله ما دام صاحبه عليه وإن قل (٢)

وكل من تكلف من العبادة ما يشق عليه حتى تأذى بذلك جسده، وتضرر به في جسمه، أو منع به حقا واجبا عليه، فإنه غير مأمور بذلك، وينهى عن ذلك، وأما إن كان بدنه يحتمل ذلك، ولم يمنعه من حق واجب عليه، ولا عما هو أفضل من النوافل، فلا ينه عن ذلك، وأحوال الناس تختلف فيما تتحمل أبدانهم من العمل (٣)

ولم يكن أكثر تطوع النبي صلى الله عليه وسلم، وخواص أصحابه رضوان الله عليهم بكثرة الصوم والصلاة، بل ببر القلوب، وطهارتها، وسلامتها، وقوة تعلقها بالله، خشية له، ومحبة، وإجلالا وتعظيما، ورغبة فيما


(١) رواه البخاري في صحيحه ١٠ رقم ٣٩.
(٢) ينظر: فتح الباري ١/ ١٥٠. ') ">
(٣) ينظر: لطائف المعارف ٤٤٦، ٤٤٧. ') ">