كتاب مجلة البحوث الإسلامية

معالم نقدية للعباد والصوفية - المبحث الثامن التكلف في العبادة - ج: 91 - ص: 193

عنده، وزهدا فيما يفنى (١)

وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: أنتم أكثر صلاة وصياما من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيرا منكم، قالوا: ولم؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا، وأرغب في الآخرة (٢)

وقال الفضيل (٣) لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام، ولا صلاة، وإنما أدرك بسخاء النفس، وسلامة الصدر، والنصح للأمة (٤)

وقد وقعت بعض من صور التكلف في العبادة في عصر النبوة، فكان الهدي النبوي واضحا في التعامل معها، مما كان يلزم منه عدم تكرارها فيمن بعده من أتباعه، فكيف بأشد منها وأعسر، ومن ذلك (٥)

ما جاء عن عائشة رضي الله عنها «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها

---

(١) ينظر: لطائف المعارف ٤٤٨. ') ">
(٢) ينظر: لطائف المعارف ٤٤٨، والأثر تقدم تخريجه. ') ">
(٣) تقدمت ترجمته. ') ">
(٤) ينظر: لطائف المعارف ٤٤٨، وجامع العلوم والحكم ١/ ٧٢، ويراجع: طبقات الصوفية ١٠، وحلية الأولياء ٨/ ١٠٣.
(٥) ساق ابن رجب هذه النصوص ردا على صنيع هؤلاء المتكلفين. ينظر: لطائف المعارف ٤٤٦ - ٤٤٨، وفتح الباري، لابن رجب ١/ ١٥٠ - ١٥١.