للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعندها امرأة، فقال: "من هذه"؟ فقالت: فلانة تذكر من صلاتها، فقال صلى الله عليه وسلم: "مه، عليكم بما تطيقون، فو الله لا يمل الله حتى تملوا» (١)

ففي الحديث نهي لعائشة عن قولها عن هذه المرأة في كثرة صلاتها، وأنها لا تنام الليل، وأمر لها بالكف عما قالته في حقها.

وسياق الحديث يدل على أن النهي إنما هو لمدحها بعمل ليس بممدوح في الشرع (٢)

وفي الحديث «أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم لحاجة، فلم يعرفه الرسول صلى الله عليه وسلم، فذكره بنفسه، فقال: "إنك أتيتني وجسمك ولونك وهيئتك حسنة، فما بلغ بك ما أرى؟ " قال: والله ما أفطرت بعدك إلا ليلا، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم "من أمرك أن تعذب نفسك؟ " ثلاثا» (٣)

ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم رجلا يمشي في الحج وقد أجهد نفسه، قال صلى الله عليه وسلم «إن الله لغني عن تعذيب هذا نفسه، فمروه فليركب» (٤)

وفي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم


(١) رواه البخاري: كتاب الإيمان، باب أحب الدين إلى الله أدومه ١٠ رقم ٤٣، ومسلم ٣١٨ - ٣١٩ رقم ١٨٣٤.
(٢) ينظر: فتح الباري، لابن رجب ١/ ١٥٠. ') ">
(٣) رواه الإمام أحمد في المسند ٣٣/ ٤٣٢، رقم ٢٠٣٢٣.
(٤) رواه البخاري: كتاب الأيمان والنذور، باب النذر فيما لا يملك وفي معصية ١١٥٦ رقم ٦٧٠١، ومسلم ٧٢١ رقم ٤٢٤٧.