فالمرجفون في الأمة هم الذين لا يرتاحون إلا بنشر خبر سيئ يقولونه، أو أنباء سيئة يشيعونها، وينشرونها، ويذيعونها، ويبدؤون فيها ويعيدون رجاء أن يضعف كيان الأمة، فالمنافقون في عهد رسول الله أخذوا من قضية الإفك راحة لنفوسهم، وجعلوا يتحدثون بها في مجالسهم لينفسوا بها عما في نفوسهم من حقد، ولكن الله - جل وعلا - أكذب ظنهم، وأنزل آيات بينات في براءة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قال الله تعالى {لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ}، وقال تعالى:{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ}.
إن أعداء الأمة يحاولون إيجاد الفرقة بين أفراد الأمة، ثم بين أفرادها وقيادتها وبين علمائها، فهم يسعون إلى إيجاد الفرقة بينهم جميعًا بما يحدثونه من نشر الشائعات السيئة، والشائعات المغرضة، والشائعات المفرقة لوحدة الأمة، والمزعزعة لكيانها، ونحن مطلوب منا دائمًا ولا سيما في هذه الظروف الحرجة أن نكون يدًا واحدة، أعوانًا على الخير، وأعوانًا على البر والتقوى، يكمل بعضنا نقص بعض، ويعين بعضنا بعضًا، نسعى في جمع الكلمة، ونسعى