للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْأَرْضِ حَتَّى مَاتَتْ» (١) فهذه سقت الكلب بإيمان خالص كان في قلبها فغفر لها، وإلا فليس كل ما بغيٍّ سقت كلبًا يغفر لها، وكذلك هذا الذي نحى غصن الشوك عن الطريق فعله إذ ذاك بإيمان خالص، وإخلاص قائم بقلبه فغفر له بذلك، فإن الأعمال تتفاضل بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص] (٢) وفي المقابل نجد أن فعل أي طاعة من الطاعات بدون إخلاص وصدق مع الله تعالى فإنه لا قيمة له عند الله تعالى، بل إن هذا العامل مُتوعَّدٌ عند الله تعالى بالعذاب الشديد، ولو كانت هذه الطاعة من الأعمال العظيمة، كالإنفاق في وجوه الخير، وقتال الكفار، وتعلم العلم الشرعي وذلك لما أخبر به أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها، قال: فما عملت فيها، قال: قاتلت فيك حتى استشهدت، قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل،


(١) انظر صحيح البخاري ٤/ ١٠٠، كتاب بدء الخلق، باب: (١٦) إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه، فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وخمس من الدواب فواسق يقتلن في الحرم، وصحيح مسلم ٤/ ٢١١٠، كتاب التوبة، الباب: (٤) في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه، الحديث (٢٦١٩).
(٢) منهاج السنة النبوية ٦/ ١٣٦. ') ">