للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إذا كنا مأمورين بالإنصاف مع الكفار واليهود والنصارى فأن نكون منصفين لأهل البدعة ممن لم يخرجوا عن الإسلام أولى.

يقول ابن تيمية في تفسير قوله تعلى: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} فنهى أن يحمل المؤمنين بغضهم للكفار على ألاّ يعدلوا، فكيف إذا كان البغض لفاسق، أو مبتدع من أهل الإيمان؟ فهو أولى ويجب عليه ألا يحمله ذلك على ألا يعدل على مؤمن وإن كان ظالمًا له (١) (٢)

أمثلة تثبت ذلك:

١) يذكر ابن تيمية أن أهل البدع غير المكفرة خير من اليهود والنصارى:

يقول: (كل من كان مؤمنًا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم فهو خير من كل من كفر به، وإن كان في هذا المؤمن نوع من البدعة سواء كانت بدعة الخوارج أو الشيعة أو المرجئة أو القدرية أو غيرهم، فإن اليهود والنصارى كفار كفرًا معلومًا بالاضطرار من دين الإسلام. والمبتدع إذا كان يحسب أنه موافق للرسول لا مخالف له لم يكن كافرًا به.


(١) الاستقامة، ١/ ٣٨، تحقيق محمد رشاد سالم.
(٢) الاستقامة، ١/ ٣٨، تحقيق محمد رشاد سالم. ') ">