للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البدع الظاهرة كبدعة الرافضة ببدعة أخف منها) (١)

٤) ومن ذلك موقف شيخ الإسلام من الذين خالفوه وكفروه من أهل البدع.

قال رحمه الله: (هذا وأنا في سعة صدر لمن يُخالفني، فإنه وإن تعدى حدود الله فيَّ بتكفير أو تفسيق أو افتراء أو عصية جاهلية فأنا لا أتعدى حدود الله فيه بل أضبط ما أقوله أو أفعله وأزنه بميزان العدل، وأجعله مؤتمًا بالكتاب الذي أنزله الله وجعله هدى للناس حاكمًا فيما اختلفوا فيه ... ، وذلك أنك ما جزيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه) (٢)

٥) ومن ذلك كلامه في التفضيل بين طوائف المبتدعة بحسب قربها من الحق وذكر ما في بعضها من صفات حسنة:

فقال رحمه الله: (والرافضة فيهم من هو متعبد ورع زاهد، لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء، فالمعتزلة أعقل منهم وأعلم وأدين، والكذب والفجور فيهم أقل منه في الرافضة، والزيدية من الشيعة خير منهم وأقرب غلى الصدق والعدل والعلم، وليس في أهل الأهواء أصدق ولا أعبد من الخوارج ... ومع هذا فأهل السنة يستعملون معهم العدل والإنصاف ولا يظلمونهم، فإن الظلم حرام


(١) مجموع الفتاوى، ١٣/ ٩٦ - ٧٩. ') ">
(٢) الفتاوى، ٣١/ ١٤٥ - ٢٤٦. ') ">