للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مطلقًا كما تقدم) (١)

٦) ومن إنصاف شيخ الإسلام أنه حينما يتعرض لعلماء فيهم بدعة فإنه يذكر محاسنهم ومحاولة الاعتذار لهم:

فمثلاً حينما نقل كلام أبي أمامة المالكي في أبي ذر الهروي قوله: (لعن الله أبا ذر الهروي، فإنه أول من حمل الكلام * (٢) إلى الحرم وأول من بثه في المغاربة) علَّق شيخ الإسلام على هذه العبارة فقال: (أبو ذر فيه من العلم والدين والمعرفة بالحديث والسنة وانتصابه لرواية البخاري عن شيوخه الثلاثة وغير ذلك من المحاسن والفضائل ما هو معروف به) (٣)

ثم يُحاول أن يعتذر لأبي ذر وأمثاله فيقول:

(ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساعٍ مشكورة وحسنات مبرورة له من الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع والانتصار لأهل السنة ما لا يخفى على من عرف أحوالهم، لكن لما التبس على الناس هذا الأصل المأخوذ ابتداء عن المعتزلة، وهم فضلاء عقلاء احتاجوا إلى طرده والتزام لوازمه فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين، وصار الناس


(١) منهاج السنة، ٥/ ١٥٧. ') ">
(٢) يعني علم الكلام والمنطق. ') ">
(٣) درء تعارض العقل والنقل، ٢١/ ١٠١. ') ">