ويدعو لهم ويرى الائتمام بهم في الصلوات خلفهم والحج والغزو معهم والمنع من الخروج عليهم ما يراه لأمثالهم من الأئمة وينكر ما أحدثوا من القول الباطل الذي هو كفر عظيم. وإن لم يعلموا أنه كفر، ويُنكره ويجاهدهم على رده بحسب الإمكان. فيجمع بين طاعة الله ورسوله وإظهار السنة والدين، وإنكار بدع الجهمية الملحدين، وبين رعاية حقوق المؤمنين من الأئمة والأمة. وإن كانوا جهالاً مُبتدعين وظلمة فاسقين) (١)
سؤال يُجيب عليه ابن حزم:
إذا عذرتم من عذرتم من المجتهدين فاعذروا اليهود والنصارى والمجوس وسائر الملل فإنهم أيضًا مجتهدون قاصدون الخير؟
الجواب:
فجوابنا وبالله التوفيق أننا لم نعذر من عذرنا بآرائنا، ولا كفرنا من كفرنا بظننا وهوانا، وهذه خطة لم يؤتها الله أحدًا دونه ولا يدخل الجنة والنار أحدًا بل الله يدخلها من يشاء.
فصح أنه لا يكفر أحد حتى يبلغه أمر النبي صلى الله عليه وسلم فمن بلغه فلم يؤمن به فهو كافر، فإن آمن به ثم اعتقد ما شاء الله أن يعتقده في نحلة أو فُتيا أو عمل ما شاء الله أن يعمله دون أن يبلغه في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حكم بخلاف ما اعتقد أو قال أو عمل، فلا شيء عليه أصلاً حتى
(١) انظر الفتاوى، ٢٣/ ٣٤٨ وشرح الطحاوية، ١/ ٢٥٠ - ٢٥١، ترتيب خالد فوزي. ') ">