وعلى هذا لا يكون الحكم واحدًا إنما لا بد من التفريق بين مَنْ بِدعته مًُكفِّرة ومَنْ بدعته غير مُكفِّرة وبين صاحب البدعة المعدودة من الكبائر، والمعدودة من الصغائر، والحقيقة والإضافية، وبين مَن صاحبها مُستتر بها أو مُعلن ومن جهة بينة أو مشكلة، ومن جهة الإصرار عليها أو عدمه. وعليه فإن أهل البدع تختلف أحوالهم وليسوا على مرتبة واحدة.
مراتب أهل البدع:
فهماك المُبتدع الجاهل.
وهذا يختلف حكمه بحسب الجهل فإن كان بسبب تقصيره في طلب العلم وهو قادر فهذا غير معذور بجهله، وإن كان غير قادر على طلب العلم وهو مُقيم بدار الإسلام والمسألة مُشتهرة فهذا غير معذور أيضًا.
متى يُعذر بالجهل؟ مَن كان حديث عهد بالإسلام، أو عاش في بلاد نائية ليس فيها علماء، وكذلك العاصي الذي لم يجد سوى علماء الابتداع، أو المُقلد الذي يقتدي بعالم مُبتدع لا يجد سواه فهؤلاء معذورون (١)
وفي آخر الزمان تكثر البدع ويكثر الجهل. كما في الحديث